نبذة تاريخية


من نحن ؟


مجموعة من الفنانين التشكيلين من الجنسين أرادوا المساهمة في الارتقاء بالحركة التشكيلية، وخلق قنوات اتصال مع المجتمع وزيادة الوعي بأهمية الفنون التشكيلية ودورها في رسم الوجه الحضاري والمستوى الثقافي للكويت


لماذا سامي محمد؟

جاءت اختيار اسم الفنان التشكيلي العالمي سامي محمد ليكون اسم للمجموعة، بعدما تبنى الفنان سامي محمد الفنانين المؤسسين للمجموعة، وساهم في تقوية روابطها وكذلك باعتبار سامي محمد من الفنانين الكويتيين الذي له تاريخ وعطاء يعتبر جزءا أساسيا من بدايات الحركة التشكيلية الكويتية.


متى أنشأت؟
في شهر مارس من عام 2007 اجتمع عدد من الفنانين التشكيليين، في مكتبة اليرموك العامة وأسسوا هذه المجموعة في الثاني من ابريل عام 2007، واختاروا اسم الفنان التشكيلي سامي محمد اسما للمجموعة التي احتضنها هذا الفنان الكبير




للــتواصل معنا

Sami-mhd-group@hotmail.com

9304330 : Tel

الثلاثاء، ديسمبر 23، 2008

تغطية لمعرض هارموني..





الجمعة، ديسمبر 19، 2008

دعوة لحضور معرض علي العوض



السبت، ديسمبر 06، 2008

عيد سعيد

تمثال الشيخ عبدالله السالم Fall story




لجأت "للصعايدة" في تنفيذ التمثال..التماثيل شهود على همجية الاحتلال
سامي محمد يروي حكاية تمثال عبدالله السالم

كتب – بدر بن غيث:

أن تفتح كتابا لتقرأ حدثا تاريخيا فهذا لا يغنيك عن تخيل نفسك تعيش ذلك التاريخ، فكيف وأنت تجلس مع من يصنع التاريخ ليحكي لك الحكاية دون رتوش، يسرد لكل التاريخ بطريقة مشوقة تجعلك تتمنى صناعة آلة الزمن والعودة مع صاحب الحكاية لرؤية ما يجري في حكايته، في الحقيقة أحسست بأنني انتقلت لفترة السبعينات من القرن الماضي رغم أني من مواليد 1981، وأنا ومعي عدد من أعضاء مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية الكويتية.

حيث كنا على موعد للاستماع لحوار خاص مع الأب الروحي للمجموعة والنحات العالمي الفنان التشكيلي سامي محمد، جلس أبوسامه وحوله أبناءه الفنانين الواعدين مستمتعين بأحاديثه، فمن النادر أن يحظى أي منا بفرصة للقاء فنان بحجم وتاريخ سامي محمد، فالمكان الذي جمعنا مقر جمعية السدو الحرفية أو ما يعرف ببيت السدو، المقر الدائم لمجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية، كانت الساعة السادسة مساء والفنان سامي محمد عهدناه ملتزما بمواعيده فحضر هذا اللقاء على الموعد، لم يكن مقررا أن أسجل له هذا الحوار ولكن كانت فرصة سانحة لطالما طالبته مرات عدة بأن أحظى بهذه الفرصة لتسجيل حوار خاص ليروي لي حكاية تمثال الشيخ عبدالله السالم وتمثال الشيخ صباح السالم، اللذان نصبا في مبنى جريدة الرأي العام في شارع الصحافة.


كان الهدف من تسجيل هذا الحوار معرفة قصة تمثال الشيخ عبدالله السالم كاملة، بعد أن تزايدت المعلومات المغلوطة حول هذا التمثال، إضافة إلى رغبة العديد من المهتمين بالفن التشكيلي لمعرفة

في عام 1971 المرحوم عبدالعزيز المساعيد صاحب امتياز ورئيس تحرير جريدة الرأي العام، للمحبة المتبادلة بينه وبين الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم بحث عن طريقة لتخليد ذكرى هذه الشخصية العظيمة في تاريخ الكويت، من خلال عمل فني يضعه مقابل مبنى الجريدة في منطقة الشويخ (شارع الصحافة).

زار المرسم الحر بعدما سأل عن تكلفة عمل النصب التذكاري خارج الكويت والتي كانت تكلف الكثير، وقرر أن ينظم مسابقة بيننا نحن النحاتين وقتها خزعل القفاص والمرحوم عيسى صقر وأنا، وقدم كل فنان منا نموذجا يجسد فيه الفكرة من النصب التذكاري، بالنسبة لي قدمت نموذجا قريبا جدا من الشيخ عبدالله السالم نتيجة حبي للعمل على (البورتريه) حتى أنني اهتممت كثيرا وتمرنت على نحت جميع أجزاء الجسم كاملا، وأعود للنموذج الذي مازلت أحتفظ به في البيت على الرغم من الدمار الذي حل به من قبل الجنود العراقيين الذين قطعوا رأس التمثال، وفي مغامرة لي أيام الاحتلال العراقي الغاشم تسللت للبيت لإخراج بعض الحاجيات ومنها النموذج.


عاد المرحوم عبدالعزيز المساعيد لاختيار بين النماذج المقدمة، واختار التمثال الذي قدمته نظرا لتجسيدي أحداثا عدة في التمثال، حيث يجلس الشيخ عبدالله السالم على كرسي الحكم، نظرا لأن الكرسي يمثل مكانا للخطابة وهو مكان لا يعتليه إلا من يمكن من المكانة السياسية بين الناس وقادر على كسبهم، كما وضعت يده اليمنى على الدستور، كما أنني وضعت على الجانب الأيمن من الكرسي ملامح من التقدم في المجال الصناعي والتعليمي، في حين جسدت خلف الكرسي ماضي الأجداد والآباء من حياتهم في البحر، بينما خصصت الجانب الأيسر من الكرسي للتقدم العمراني الذي شهدته الكويت في عهد الشيخ عبدالله السالم.

بعد نجاحي في تلك المسابقة المصغرة طلبني عبدالعزيز المساعيد للحديث حول تفاصيل عملية تنفيذ التمثال، وقلت له بأني بحاجة لمكان لتنفيذ المنحوتة إضافة إلى الخامة التي أحتاجها لتنفيذها في مرحلتها الأولى، وبعد ذلك يمكننا العودة للحديث عن المرحلة الأخرى من تنفيذ المنحوتة، قام المرحوم بتخصيص مكان لي في مطبعة جريدة الرأي العام (القديمة)، وبدأت العمل في الجبرة الخالية من أي موظفين، وبقيت أعمل على المنحوتة ما يقارب العام تقريبا، حيث كانت الخامة التي عملت بها المنحوتة الطين وبعد ذلك حولتها إلى خامة الجبس.

في الحقيقة كانت تواجهني مشكلة كادت أن تفسد نجاحي في مسابقة المساعيد، وقتها كانت كافة الصور المتداولة للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم بالأسود والأبيض، إضافة إلى عدم وجود أي تسجيلات يمكنني الاستفادة منها لمعرفة جسم الشيخ عبدالله السالم، وخاصة وجهه، كما يعرف الجميع فالنحت يعتمد على الدقة في نقل تفاصيل الوجه والحصول على وجه مقارب للشخصية الحقيقة بنسبة قد تصل إلى 100%، وفر المساعيد وقتها كافة الصور المتاحة وجلست أبحث بجد عن كيفية تجسيد هذه الشخصية، ففي كل مرة أردت أن أنحت شخصا ما أضعه أمامي وأقوم بنقله بسهولة، كما حصل هذا حينما كنت أنحت والدتي رحمها الله والعديد من الأشخاص الذين جلسوا أمامي لأنحتهم، لكن هذه المرة الصعوبة تكمن في أن هذه الشخصية لن تكون حاضرة أمامي، إضافة إلى أنه مطلوب مني تنفيذ التمثال بدقة عالية.

كانت بحق معاناة كبيرة جدا تتطلب التركيز وهي على كل حال ستكون اختبارا لي لتثبت بأني فنان تشكيلي ونحات، خصوصا وأن بعض الرسامين يقومون بنقل "البورتريه" من الصور ولا يمكنهم التعامل مع هذا النوع من الرسم عندما يكون الشخص موجود بالفعل أمامهم، في حد ذاته هذا لا يعتبر بأي حال من الأحوال فنا.

أثناء عملي على تنفيذ التمثال داخل الجبرة كان الشك يزورني مرات ومرات حتى أنني أحسست بأنني أخطأت في تنفيذه، أذكر بأني أسهر على التمثال حتى الثانية فجرا في منطقة الشويخ، حيث كان هناك تعليمات أمنية بفرض نوع من حظر التجول في تلك الساعات المتأخرة بتلك المنطقة، حتى أنه في العديد من المرات تصادفني بعض الإحراجات خلال نقاط التفتيش خصوصا وأنا أرتدي (بنطول وقميص) مما أجد صعوبة في إقناع رجال الأمن بأني كويتي ولست بعامل من جنسية أخرى.



قررت أن أجد من ينتزع بذرة الشك التي راودتني كثيرا خلال عملي، وخصوصا وأني أشرفت على الانتهاء منه ولا أحتاج إلا ضمان نجاحي في الوصول لنسبة عالية جدا من تمثيل الشيخ عبدالله السالم في هذه المنحوتة، في احد الأيام ترصدت في الشارع المقابل للمطبعة التي أعمل فيها، انتظر أي شخص يطوف بجانب الرصيف لأستدعيه كشاهد إثبات، وصدف أن أوقفت مقيمان مصريان "صعايدة" وطلبت منهما الدخول معي لرؤية التمثال، وبمجرد دخولهما تعرفا على الشيخ عبدالله السالم حتى أن أحدهما قالها بطريقة انبهار "هو ده الشيخ.." بهذه الطريقة تأكدت من نجاحي، كم أحسست يومها بأني نجحت وحققت ما كنت أخشى أن أفشله به، وطوال عملي لم يطلع عبدالعزيز المساعيد على العمل وبقي يترقب انتهاء التمثال.



عام 1972جاء يوم رفع الستار عن تمثال الشيخ عبدالله السالم وسط حضور أعضاء مجلس الأمة، وعدد من المسؤولين وجماهير غفيرة وصحافيين وفنانين ومهتمين، حيث رفع الستار عن التمثال داخل دار الرأي العام ولم نضع التمثال أمام مبنى الجريدة كما كان مقررا للأمر، والسبب في ذلك أن المساعيد أراد في البداية أن "يجس" نبض الشارع والمسؤولين عن وضع التمثال الأول من نوعه في الكويت، حيث انتشر الخبر عبر وسائل الإعلام والناس حتى تدخلت جمعية الإصلاح الاجتماعي في إيقاف هذه الفكرة عبر خطاب مرسل من قبلهم للمرحوم المساعيد مما كاد أن يحول هذه المناسبة لقضية سياسية دينية، وتشاورت مع المساعيد على هذا الأمر، فقرر المساعيد عرض التمثال داخل مبنى الجريدة من دون أن يقلل ذلك من أهمية الحدث، وخاصة وأننا لا ندري ما يمكن أن يتعرض له التمثال!!

ولجمعية الإصلاح دور أيضا في قرار بلدية الكويت في ضرورة إزالة التماثيل التي نصبناها على سور الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في بداياتها عام 1967، في مقرها القديم "بيت النقيب" بالقرب من مجلس الأمة الحالي على شارع الخليج العربي، كنا نسعى لتزيين الشارع أنا والعديد من الفنانين فوضعنا إنتاجنا على واجهة سور الجمعية، كمساهمة منا للتعريف بقدرة الجمعية وقتها على المساهمة في تزيين الشوارع والميادين، للأسف صدر القرار من البلدية بإيعاز من جمعية الإصلاح التي اعتبرت هذه التماثيل خروجا عن العادات والتقاليد، قررنا الامتثال للخطاب "الإنذار" الذي لم يمهلنا سوى أسابيع وإلا قامت البلدية بإزالة أعمالنا، من دون التفكير بأن نقوم بالتصعيد الإعلامي والمواجهة آنذاك، لم أكن راضيا بهذا القرار فما قمنا به هو من صميم عملنا من جانب ومن جانب آخر كنا نود أن نزين شوارع الكويت..ولكن!!

صدى الاحتفال وصل للوطن العربي، خاصة وأنه لا يوجد تمثال يحظى بهذا الاهتمام في دولة عربية مثلما حظيت أنا به في ذلك اليوم التاريخي، الذي اعتبره من أبرز أيام الحركة التشكيلية الكويتية، ووقتها عمري لم أتجاوز الثلاثين عاما حيث كانت أسرتي صغيرة جدا أنا وزوجتي وابنتي هيفاء وكوثر، وفي نفس العام ولد ابني أسامه.


سافرت بعدها للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، فأنا من ضمن الفنانين الذين حظينا بالتفرغ الفني وحظينا بفرص لاستكمال دراساتنا في العديد من الدول، تجولت في بعض الدول الأوروبية للتعرف على أفضل المسابك وعلى العديد من التجارب الفنية في مجال النحت، وأذكر بأن تكلفة "المسبك" تتعدى الثلاثين ألف دينار وهو مبلغ باهض الثمن في تلك الفترة، وبعد عودتي واستكمالي الدراسة طلبني عبدالعزيز المساعيد مجددا لاستكمال المرحلة الثانية والنهائية من منحوتة الشيخ عبدالله السالم، فقررنا أن تكون مادة المنحوتة "القالب" من البرونز خاصة وأن التمثال على وضعه الحالي "الجبس" بدأ في التآكل وعمره الافتراضي لن تتجاوز السنتين في أحسن الأحوال، تم شحن التمثال عن الطريق البحر لبريطانيا، وهناك بدأنا العمل في سباكة التمثال بالبرونز وعدنا مجددا بالتمثال للكويت ولكن هذه المرة من دون أي ضجة إعلامية أو احتفال كما حظي به التمثال لحظة رفع الستار عنه.

قبل الغزو العراقي بعامين 1988 طلب مني المرحوم عبدالعزيز المساعيد هذه المرة، لمناقشة تنفيذ تمثال آخر وهذه المرة لشخصية أخرى وهي أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم، خاصة وأن المرحوم المساعيد عرف مع من يتعامل وعرف دقتي في تنفيذ تمثال الشيخ عبدالله السالم قبل عشرة سنوات تقريبا، هذه المرة كانت تكلفة التمثال أعلى من المرة السابقة حيث وصلت قيمة التكلفة وقتها إلى حوالي خمسين ألف دينار كويتي، يصل ارتفاع التمثال للشيخ صباح السالم 4 أمتار ونصف، هذه المرة يحتاج التمثال لمكان يسمح لهذا الارتفاع خاصة وأن الجبرة القديمة لم تعد تصلح، هذه المشكلة تجاوزتها بالعمل في محترفي الخاص في منزلي بمنطقة الرقة، هذا المحترف الذي زاره الطلبة المشاركين في إحدى ورش العمل التي قدمتها في رابطة الحرفيين مع نخبة من الفنانين التشكيليين منهم المرحوم عيسى محمد، أذكر بأن الطلبة زاروا المحترف وكان من بينهم بعض الأسماء التي أصبحوا فيما بعد فنانين تشكيليين مثل الفنان التشكيلي الراحل محمد الأيوبي، في حين لم يكمل بعضهم الآخر المشوار.

قمت بتنفيذ الجزء العلوي من التمثال، المتمثل بالرأس والصدر فقط نظرا لصغر مساحة محترفي الخاص، على أن أكمل بقية التمثال في مكان آخر حتى أنني كثيرا ما ألجأ لأفراد أسرتي ليطمئنوني على وصولي لنسبة عالية من شبه الشيخ صباح السالم حيث كنت بمجرد أن أسمع من زوجتي أو من أحد أولادي بأن هناك جزء غير سليم، أمسك بالمطرقة وأبدأ في تحطيم التمثال والعودة للنحت مجددا، فذات المعاناة لاقيتها أثناء تنفيذي التمثال بحثت عن العديد من الصور في العديد من الهيئات الحكومية، حتى أني زرت الشيخ سالم صباح السالم رحمه الله في ديوانه بمنطقة المسيلة، لعله يسعفني بعدد من الصور التي أستفيد منها، ما زلت أذكر استقباله لي بحفاوة من مدخل الديوان، قدم لي كل ما يملكه من أجل أن أحقق غايتي المنشودة.

أخذت المرحلة الأولى من تنفيذ المنحوتة ما يقارب الأربعة شهور، قضيتها في محترفي ضحيت فيها بالعديد من الساعات من أجل إعادة نحت الأجزاء التي أراها غير موفق بنحتها، حتى حانت اللحظة الحاسمة تلك اللحظة التي سيحكم فيها المرحوم عبدالعزيز المساعيد على العمل، وصل المساعيد إلى منزلي كنت بقدر تلهفي لاستقباله بقدر ما كرهت لحظات الرهبة التي تملكتني كلما تقدم المساعيد خطوة باتجاه الطابق العلوي من محترفي حيث مكان التمثال!!


وصل المساعيد إلى الطابق العلوي كنت أراقب كل خطوة يخطيها بانتظار أن يحسم حالة الترقب، وبعد تأمله بالتمثال التفت إلى قائلا "قواك الله..تمام" هكذا أطفأ المساعيد نار التوتر، ونجحت من جديد في كسب ثقته وتعزيز ثقتي بنفسي، لحظتها أحسست بالراحة والسعادة تغمرني وتكتسح المحترف، بعدها قرر المساعيد أن أشد الرحال لبريطانيا لاستكمال بقية التمثال والعودة بعده مجددا للكويت، هناك حجزت مخزن خاص للعمل على استكمال التمثال وكان لزاما أن يكون العمل دقيقا إلى أبعد الحدود خصوصا وأن مسألة تركيب النصف الأول من التمثال مع النصف الآخر، بحاجة لحسابات دقيقة وعمل دؤوب استغرق مني ما يقارب الشهرين أمضيتها بصحبة تمثال الشيخ صباح السالم.

عدنا بتمثال صباح السالم إلى الكويت لكنه لم دخل دار الرأي العام، في موكب صامت لا ينم عن فرح وبدأنا بتثبيته داخل المبنى حيث يصل عمق الخرسانة الاسمتنية ما يقارب الثلاثة الأمتار تحت الأرض إضافة إلى أسياخ وبراغي خاصة لضمان ثباته، كل هذا جرى قبل الغزو العراقي بأشهر قليلة جدا، فقط كانت علامات البهجة واضحة بين العاملين في الجريدة الذين حضروا لحظات دخول التمثال مع نشر الخبر وصور التمثال، لينضم إلى تمثال عبدالله السالم.



بعد التحرير استدعاني المرحوم عبدالعزيز المساعيد للمرة الثالثة، هذه المرة لترميم وإصلاح ما أفسدته أيادي الغدر الغاشمة حيث تم إطلاق قذيفة "بازوكا" حسبما أعتقد، بهمجية على العملين، فأصيب تمثال عبدالله السالم في خده بينما أصيب تمثال صباح السالم في قلبه، وكأن الغزاة يريدون الانتقام من الكويتيين بإلحاق الأذى بالتماثيل، وعندما سألني المساعيد طلبت منه إبقاء آثار العدوان كما هي لأنها ستبقى شاهدا على همجية الغزو العراقي وكيف كان يريد تدمير الهوية الثقافية والحب الذي يجمع الكويتيين حكاما وشعبا.

في الحقيقة أرى أنه إذا فكر أحد بإخراج التمثالين من دار الرأي العام، فالمكان المناسب لتمثال الشيخ عبدالله السالم هو مبنى مجلس الأمة، فهذا الرجل هو أبو الدستور كما يعلم الجميع ولا يستحق مكانا أفضل من ذلك المكان، أما تمثال الشيخ صباح السالم فمكانه تمنيت أن يكون في المتحف الوطني، وهذا ما ناقشته مع نجل المرحوم عبدالعزيز المساعيد "فهد" وقلت له في حينها أنني على أتم الاستعداد في نقل التماثيل، لكن لم أسمع الرد حتى الآن.



ما أن انتهى أبوسامة الفنان الكبير سامي محمد حتى تساءل الجميع إن كان، ما يزال التمثالان في جريدة الرأي العام، وهل بالإمكان زيارة المكان؟ .. بدا هذا السؤال الجماعي دليل على استمتاعنا بحكاية سمعناها من صاحبها، بحثت وقتها عن تساؤلات أخرى عديدة، بعضها اعتبرتها غبية وبعضها الآخر كان دافعها استمرار بقاءنا في المكان، فالوقت داهمنا ويجب أن نغادر بيت السدو لأن موعد إغلاق البيت قد حان، لكنني على المستوى الشخصي كنت لا أمانع أن أبقى مع الفنان سامي محمد أياما ليحدثني عن أعماله، فيكفي أن تنظر إلى أحد أعماله لتفكر كيف وصل إلى هذا المستوى، وفي أي زمن كان ليحظى بتلك الفرص وأي إرادة هذه التي تجعله يكمل المشوار، فالعديد من أعماله باتت رمزا فنيا يعرف فيه العالم بأن هناك في الكويت مبدعون أمثال سامي محمد.

وقبل وداعي للفنان سامي سألته إن كان هناك تمثال آخر قد نفذه بخلاف، الطلب الذي جاءه من قبل المرحوم عبدالعزيز المساعيد؟ .. قال بأنه نفذ تمثالا لشخصية تاريخية إسلامية هي "صلاح الدين الأيوبي" بعد أن طلب منه الفنان أيوب حسين، الذي كان يشغل منصب مدير"ناظر" لأحدى المدارس الحكومية، وافقت على طلب الصديق العزيز ورحت بمعاونة معلمين التربية الفنية بتنفيذ التمثال المميز، إلا أن الصديق أيوب حسين قام بعد سنوات وقبل تقاعده بتدمير التمثال بحكم تدينه وخوفه من أن يحسب عليه "أثم".

أعتقد بأن هذه الحكاية تجبرني على التفكير بمصير التمثالين، فعلا لماذا لا نخرجهما للناس ونخرج كل الأعمال الرائعة التي أبدعتها الأيادي الكويتية، فالميادين والساحات العامة هي أحوج لنصب تذكارية نخلد فيها ماضي الكويت ونؤكد من خلالها على وجود المبدعين، لطالما كانت النصب التذكارية هي ما يميز الدول الحضارية، تكاد ميادينهم تغص بالتحف والآثار والتماثيل، بل وتعتبر مزارا سياحيا ثقافيا يشد من أجله الرحال العديد من السائحين حول العالم، فكرة إخراج التمثالين وإن كانت فكرة تحتاج لنجاحها المادة وهذه يمكن توفيرها إلا أنها باعتقادي الشخصي هي تحد بين فريقين فريق يريد الانغلاق وتدمير كل ما صنعه المبدعين في الكويت وفريق يطمح بأن نعيد الكويت كما كانت منارة ثقافية وحضارية، حتى يكون امام شباب المستقبل المبدع الدافع للعمل والمضي في ذات الطريق الذي ارتضاه المبدعون في الكويت.





من اللقاء..

نسخة في الشارقة

احتفظ الفنان سامي محمد بالنسخة المصغرة "النموذج الأصلي" من تمثال صباح السالم في بيته بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا يتعدى ارتفاعه المتر.

100 ألف دينار
يقول سامي محمد إن من بين الأقاويل التي سمعها بأن أسرة آل المساعيد لم تقبل ببيع التماثيل حتى لو بلغ المبلغ 100 ألف دينار!!

مهمة شاقة
ثبت سامي محمد أعماله الخالدة بالأرض بحمولة 2 طن من الاسمنت، وأكد على أنه في حال سمح بنقل التماثيل بيوم من الأيام ستكون مهمة شاقة.

بانتظار التكليف
أشار النحات العالمي بأنه في حال كلف بتنفيذ تمثال لأحد حكام الكويت وبعض الشخصيات، فهو على أتم الاستعداد.

إحساس بالضيق
اعترف سامي محمد بأنه شعر بالضيق في بداياته من تدخل جمعية الإصلاح، والداعين لوقف فن النحت في الكويت، لكنه الآن لا يهتم لهذا الأمر.

بحاجة للوق
يملك سامي محمد العديد من الصور الخاصة لبدايات جمعية الفنون التشكيلية، لكنه يحتاج لوقت طويل للبحث عنهم في محترفه.

احترام للحضور
سأل سامي محمد الحضور إن كان قد أسرف في الحديث، لربما كان هناك التزامات أخرى للحضور.

صبر وإرادة
أكد سامي محمد على أن فن النحت بالكويت ليس له جذور، وإن من يريد الدخول فيه بحاجة للإرادة والصبر حتى يصل لما يريده.

الأحد، نوفمبر 30، 2008

ترقبوا جديد ( منع في الكويت ) لـ بدر بن غيث‏


ترقبــــوا



( النحات سامي محمد يروي قصة تمثال عبدالله السالم )





على مدونة منع في الكويت

لـ بدر بن غيث

q8icartoons.blogspot.com













مع تحيات مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية

sami mhd. group


q8sami.blogspot.com








الخميس، نوفمبر 27، 2008

مجموعة سامي محمد تؤبن الراحل الفنان عيسى محمد









كتب - بدر بن غيث:

أصدرت مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية بيانا صحفيا أبنت فيه رحيل الفنان التشكيلي الخزاف عيسى محمد، وهذا نص البيان الصادر من المجموعة.

ببالغ الحزن والأسى، تلقت مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية الكويتية خبر رحيل الفنان التشكيلي عيسى محمد بعد صراع طويل مع المرض، والمجموعة إذ تعبر عن خالص تعازيها لأسرة الراحل والحركة التشكيلية لهذا المصاب الجلل، ترى أن الفنان عيسى محمد كان مثالا يُحتذى به، وأخلص لرسالة الفن، وكان فنانا يحمل قلبا كبيرا ولم يدخر جهدا إلا ويمضيه في تعليم رسالة الفن التشكيلي.
لقد ترك الفنان في قلوبنا جميعا ذكرى طيبة وفنا راقيا لا يختلف عليه أحد، وترك سيرة عطرة وأعمالا خالدة تشهد لها المعارض داخل الكويت وخارجها، وكان الراحل عيسى محمد يعمل بصمت ورحل أيضاً بصمت، لكن أعماله تحكي قصصاً خالدة حتى قبل رحيله، لم يبخل على تلاميذه ولا على الفنانين في النصيحة والتقرب إليهم.
كان عيسى محمد وسيبقى سفيرا للفن التشكيلي في الكويت، وأوصل هذا الفن إلى شتى بقاع العالم، حتى محترفه الخاص كان مفتوحا للجميع يُعلم ويتعلم فيه، ويقبل باختلاف الآراء ويرفض أن يضيع الفن في الصراعات.
رحم الله الفنان وأسكنه فسيح جناته، وسيبقى فنانا نتذكره دائما فقد كان مبدعا وانسانا قبل كل شيء، نسأل الله أن يلهمنا ويلهم أهله الصبر والسلوان.



الأربعاء، نوفمبر 26، 2008

الفنان عيسى محمد في ذمة الله


الفنان عيسى محمد في ذمة الله







كتب – بدر بن غيث:

فقدت الحركة التشكيلية الكويتية واحدا من أبرز فنانيها في فن الخزف المرحوم الفنان التشكيلي الخزاف عيسى محمد، بعد صراع طويل مع المرض ورحلة علاج في الجمهورية الفرنسية، والحركة التشكيلية إذ آلمها هذا المصاب الجلل، والفنان عيسى محمد من الفنانين التشكيليين القلائل الذين اختاروا فن الخزف يبدع فيه.


عمل الفنان الراحل في سلك التدريس بوزارة التربية، معلما لمادة التربية الفنية، له العديد من الأعمال الفنية المميزة وحاصل على العديد من الجوائز المحلية أهمها جائزة الدولة التشجيعية في عام 2007 وجائزة عيسى صقر في نفس العام، له أعمال معروضة في الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة القطرية الدوحة.


ساهم الفنان في تأسيس رابطة الحرفيين في الكويت، وهو عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وسبق له أن اختير للجان التحكيم في المسابقات المحلية من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومن مساهماته تنظيمه العديد من ورش العمل والدورات في فن الخزف في المرسم الحر وفي المدارس الحكومية والخاصة، وقدم محاضرات عدة في المؤسسات التعليمية العليا.

إنا لله وإنا إليه لراجعون.

- يعمل في مجال تدريس التربية الفنية من 1973
- عضو منتدب في رابطه الخزافين البريطانية .
- عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية
- عضو لجنة تحكيم المعرض الفني – مهرجان هلا فبراير 2000
- عضو لجنة تحكيم لجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية – 2003.
- مؤسس مركز الخزف الكويتي .
- أقام أول معرض لفن الخزف في دوله الكويت لفنان كويتي.
- درس طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة - مدرسة الكويت الإنجليزية.
- دورات لذوي الاحتياجات الخاصة – نادي المعاقين الرياضي .
- ورشة عمل لمراكز الشباب-الهيئة العامة للشباب والرياضة 2002.
- خبرة في تصميم وتنفيذ أفران فن الخزف .
- خبرة في تصميم ورش فن الخزف .
- أقام واشرف على العديد من الدورات في فن الخزف
- أقام دورة في فن الخزف لمدرسة التكامل العالمية
- أقام واشرف على دورات فن الخزف-رابطة الحرف اليدوية 1991-1997
- اشرف على دورات فن الخزف – مركز عبد العزيز حسين الثقافي 2002و2004


المشاركات و المعارض :
1- المعرض الأول لرابطه الحرف اليدوية 1992
2- معرض جمعيه الخريجين 1992
3- معرض حقوق الإنسان غدير جاليري 1993
4- المعرض المشترك الأول لفن الخزف مع الفنان فواز الدويش 92
5- معرض بانوراما – صالة بوشهري 1993
6- المعرض الشخصي الأول \ غدير جاليري 1994 ( أول معرض لفن الخزف في دوله الكويت لفنان كويتي )
7- بينالي الخزف الثاني و الثالث و الرابع – القاهرة 1994 –1996 –1998
8- معرض الصناعات التقليدية – تونس 1994
9- معرض رابطه الحرف اليدوية – البحرين 1994
10- معرض الفنانين التشكيليين – مهرجان القرين الأول 1994
11- معرض الخزف – مهرجان القرين الثقافي الأول 1994
12- معرض التراث – متحف الكويت 1994
13- معرض الفكر العربي المعاصر – جامعه الكويت 1995
14- معرض الوفاء – الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية 1995
15- بينالي الشارقة للفنون التشكيلية الثاني 1995
16- معرض مجلس الوزراء – فندق ريجنسي 1995
17- معرض الهيئة العامة للشباب و الرياضة – صالة العدواني 1995
18- معرض الملتقى العلمي – أرض المعارض 1995
19- بينالي الفنون التشكيلية – بنغلادش – دكا 1995
20- مهرجان القرين الثقافي الثاني 1995
- تنسيق معارض الفن التشكيلي
- مشاركة في المعرض الشامل للفنانين.
- مشاركة في معرض فن الخزف .
21- معرض حقوق الإنسان – جمعيه الخرجين 1995
22- معرض المؤتمر السنوي – مجلس الوزراء 1995
23- معرض الجمعية الكويتية للفنون الثالث والعشرون 1997
24- عرض مشترك مع الخزاف البريطاني بيتر سباري – فندق شاطئ المسيلة 1998
25- دراسات فنيه وورش عمل مع الفنان البريطاني بيتر سباري
26- مهرجان الخزف الكويتي الأول – صالة بوشهري 1999
27- مهرجان القرين الثقافي السادس – معرض الفنون للفنانين الكويتيين 1999
28- مهرجان هلا فبراير 2000
29- معرض الفنانين التشكيليين – مهرجان القرين السابع ‏-2001
30- الملتقى الدولي الأول للخزف – شويفات – لبنان 2002
31- المعرض الدوري السادس للفنون– مسقط- عمان 2001
32- معرض الخزف الكويتي-مهرجان القرين الثقافي التاسع 2003
33- المعرض الصيفي – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ‏2004‏‏
44- المعرض الدوري السابع للفنون- دولة الكويت- 2003

الجوائز:
حاصل على عدة شهادات تقدير و دروع من مشاركات مختلفة
حصل على جائز الجيل الثاني- مهرجان القرين الثقافي السابع2001
حصل على جائزة السعفة البرونزية – مسقط – عمان 2001
حصل على جائزة الفنان عيسى صقر – مهرجان القرين التاسع 2003
حصل على جائزة الفنان عيسى صقر – مهرجان القرين الرابع عشر 2007.

حصل على جائزة الدولة التشجيعية – دولة الكويت 2007.

الجمعة، نوفمبر 21، 2008

فيديو 2




عرض فيديو ( جانب من اللقاء الفني )



وقفات مختلفة مع الفنان التشكيلي محمد الشيباني



الخميس، نوفمبر 20، 2008

تغطية اللقاء الثاني








وسط حضور وتفاعل الفنانين التشكيليين والأكادميين

مجموعة سامي محمد نظمت اللقاء الفني الثاني










تغطية اللقاء الفني الثاني لمجموعة سامي محمد













السبت، نوفمبر 15، 2008

تماثيل «سامي» أكثر من كتاب وقصيدة

وجه في الأحداث
تماثيل «سامي» أكثر من كتاب وقصيدة




يكتبها: حمزة عليان





سامي محمد، نحات وفنان تشكيلي، خرج من النطاق المحلي ليكون أول شخصية كويتية، وللمرة الثالثة على التوالي، تعرض أعماله في صالة كريستي للمزادات العالمية بعد ان أوصل فن النحت إلى المستويات العالمية، ولذلك استحق ان يكون «وجها في الاحداث» بعد منحه تلك الجوائز التي نالها بجدارة وبكفاءة ذاتية ليس فيها مجاملات ولا واسطات.
«لحظة خروج» ثم «جدار شاتيلا» ثم «الاختراق» ثلاث منحوتات رسمت هوية الفنان سامي محمد، وعمقت ذلك الانتماء الذي بدأ معه منذ السبعينات، الارتباط بالانسان، فـ«لحظة الخروج» اراد ان يؤكد فيها اصرار الانسان بالتعبير عن رأيه بالرمز إلى العمود المكسور، و«صبرا وشاتيلا»، فيها تعبير عن معاناة الانسان الفلسطيني الذي تعرض لحملة ابادة على يد الجيش الاسرائيلي عام 1982، و«الاختراق» صورة لقدرة الانسان على التحرر من القيود التي تكبله.
أحد أعمدة الفن التشكيلي في الكويت ومن المخضرمين الذين أثروا الحياة الفنية وكانت لهم بصمة واضحة في هذا المضمار، له خصوصية تميزه عن الآخرين. ان قضيته المركزية، الانسان، وهي قضية لازمته في وقت مبكر من تجربته ولم تأت إليه متأخرة، كما حال العديد من الفنانين التشكيليين، وكانت شخصيته وسلوكه صورة عن ذاك العالم الذي اراد ايصاله، يدخل إلى القلب والعقل من دون تكلف أو استعراض، هادئ بالحديث، واثق من نفسه، قوي إلى حد القتال عن قناعاته.
آثاره تدل عليه، في باحة مبنى صحيفة «الرأي العام» أيام عبدالعزيز المساعيد، حيث تمثال الشيخ عبدالله السالم وتمثال الشيخ صباح السالم المنتصبان، إلى ساحة الصفاة والنصب التجميلية، إلى قصر المؤتمرات في بيان والمقتنيات الخاصة التي وضعت عند انعقاد مؤتمر القمة الاسلامي في الكويت عام 1978، إلى بيت السدو وذاك المبنى المعماري الجميل، ستجد سامي محمد حاضرا في بيئته وموطنه، وان كانت «مجموعة سامي محمد» من الشباب والشابات الذين أخذوا من تجربته وتعلموا منه وحملوا اسمه باعتباره الأب الروحي لهم ولأعمالهم، وهو حريص على متابعتهم ورعايتهم وتقديم الجوائز لتحفيزهم على العطاء.
اهرامات النحت في الكويت يعدون على أصابع اليد، سامي محمد واحد منهم، نقصد المؤسسين بالطبع، وهم عيسى صقر الذي انتقل إلى جوار ربه، وحميد خزعل ومزعل القفاص وعيسى محمد، هؤلاء خرجوا من المرسم الحر وبرزوا كوجوه كويتية رائدة بالفن التشكيلي والنحت حتى بلغوا المنطقتين العربية والعالمية. ولذلك كانت التجربة النحتية لسامي محمد من التجارب التي حظيت بالدراسة والتحليل والانتشار، لا سيما الحديث عن تمثال البرونز لأبي الديموقراطية الشيخ عبدالله السالم الذي صوره بطريقة مهيبة ولافتة للنظر، بجلسته الرصينة وهو ممسك بالدستور الذي صار جزءا من تاريخه، وكان الحدث الاول من نوعه في الكويت سواء من ناحية حجم التمثال او من ناحية خامة تنفيذه (عام 1972).
تحول نحته الى مادة للدراسة والتحليل وعلى يد نخبة من المختصين، فقد نظرت اليه الاستاذة الجامعية الدكتورة زهرة حسين في قراءة سيميائية لاعمال النحت ووجدت أنه يثير عبر منحوتاته البرونزية في وجدان المتلقي دفقات من القلق الوجودي العميق، لانه يخاطب وضعا متأزما ومعقدا هو في حقيقته وضع سياسي وسوسيولوجي يتطلب معالجة فورية وسريعة، وانه لا يباعد بين ما هو مجتمعي وما هو فردي ولا يحاكي الشكل فقط في منحوتاته ولكنه يحاكي الكينونات الانتولوجية، اي تلك التي تعكس طبيعة الوجود الانساني في حقبة زمنية محددة.
تجاربه النحتية اقرب الى نفسه ومشاعره كإنسان، استقاها من واقع الحياة المليء بالصراعات الانسانية المأساوية، لذلك كان يركز بالدرجة الاولى على قضية الانسان المقهور، المفجوع بالانكسارات والجوع والتشرد والالم والخوف، تلك القضية كما يكتب هو عنها، تحرك مشاعره وتستنهض شفافيته ليعبر عنها بقدر ما يستطيع، خصوصا النحت الذي يجسد القضية بصدق وامانة.
يمتلك القدرة على التعبير عن نفسه بالكتابة كما في النحت، وكلما يسأل عن سبب انحيازه الى الانسان يرد بالقول: «اسعى الى التأكيد في اعمالي الفنية على ما ينتهك عالميا في ادمية هذا الانسان. ولذا فإن المناخ الذي استشف منه الافكار، خصوصا النحتية، هو تتبعي لنشرات الاخبار والصحف يوميا، واسجل ابرز الاحداث واعمل على ارشفتها سواء بواسطة الفيديو او قصاصات الصحف، كل ذلك يستثيرني، وينصهر في ذاكرتي، ويستمر الالم في اعتصاري لغاية وصولي الى مرحلة التعبير الفني. اخترت النحت على الرغم من المسلمات والمعتقدات المتعارف عليها في وطننا العربي، امي مثلا عارضت ووقفت موقفا حاسما من فني باعتباره حراما، لكني حاولت ان اخلع ذلك من ذهني، واعمل بما وهبني الله اياه واوصل اعمالي الى الناس، وكانت اولى منحوتاتي عن المرأة، كانت لأمي التي احبها واقدرها».
ثابت في موقفه، لا يفلسف الامور بل يقدمها كما هي حتى وان كانت مشوهة، ففي حوار له مع الزميل عدنان فرزات، اوضح ان الانسان الذي يراه في اعماله كان ممزقا في عصره، ولم يقم هو بتشويهه، ولهذا كان خياره في ان يكون نحاتا اكثر منه رساما، لانه يبحث عن غرضه في التمثال اكثر مما يبحث عنه في اللوحة، فالتمثال هو حالة الانسان الذي يبث فيه معاناة الواقع، حيث كتب احدهم عن تمثال «الصرخة» بانه اكثر من قصيدة واكثر من كتاب.
يشكو كما بقية النحاتين من عدم توفر الخامات وعدم وجود مكان للصب، فكل ذلك يتم خارج المنطقة العربية، وهو عمل مكلف جدا، لعدم توافر خامات الحديد والخشب والرخام، ويتساءل في حواره مع الزميل جمال بخيت: لماذا لا يعطى للنحاتين المجال لعمل مجسمات او تماثيل تزين الشاطئ او داخل المدينة؟ لماذا لاتقام ورش نحتية؟ اين دور المرسم الحر الذي رعى مجموعة من النحاتين؟
علاقته بالطين نشأت منذ كان طفلا، يوم كان يلتصق جسده بحوائط بيته القديم المبني من صخرالبحر واللّ.بن، وصلته بالرسم انطلقت من مدرسة «الصباح» عندما شارك في اقامة مجسم اثناء حرب السويس عام 1956 تجسيدا عن التضامن مع الشعب المصري وتسلمه جائزة عن ذاك العمل من الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وفي عام 1957 اتجه نحو النحت مستخدما السكين وورق الصنفرة ثم دخل المرسم الحر ليمضي فيه اربع سنوات، انجز اعمالا خزفية واحب رسم الوجوه والطبيعة، وفي مصر غاص في عالم المتاحف ونمت علاقة حميمية بينه وبين الانسان والفن وتجددت اثناء دراسته بأميركا.
بعد عودته الى وطنه الكويت عام 1976 انكبّ على النحت والرسم وانتج اعمالا دارت حول الخط واللون اسماها المنحنيات ثم اتبع ذلك بالنحت على الخشب الساج وبأحجام كبيرة، اتجه للتراث المحلي والى «فن السدو» بغية التعرف على العلاقة التي تجمع ما بين الانسان وخيط الصوف واللون واصابع البدوية والخيمة والمسند والبساط الى ان وجد الاجابة عن سؤاله الدائم، ماذا تريد؟ فكانت الاجابة.. الانسان حيث جاءت مرحلة الصناديق لتروي قصة انسان يتحرك بكل قوة، يحطم عنه قيوده واغلاله، يأمل بالخلاص والاستمتاع بنور الحياة، وصار الانسان شغله الدائم منذ ذلك الوقت بما يعني الحب والحرية والسلام.





السيرة الذاتية
سامي محمد احمد الصالح المعروف باسم سامي محمد.
مواليد الكويت ــ حي شرق ــ 1943.
درس بمدارس الصباح والمأمون والغزالي والشامية المتوسطة وثانوية كيفان.
انتسب الى المرسم الحر عام 1960 وحصل على التفرغ الكامل في العام الذي يليه وامضى فيه اربع سنوات.
التحق عام 1966 بكلية الفنون الجميلة في مصر وتخرج عام 1970.
انتقل للولايات المتحدة الاميركية عام 1974 لدراسة الفن بكلية متخصصة لغاية 1976 (فن النحت).
عاد الى الكويت عام 1976 ليكمل مسيرته الفنية وابداعاته وعطاءاته التي لم تنقطع.
يقيم بالشارقة بدولة الامارات وله ركن خاص بالمتحف لعرض اعماله ويتنقل بين الكويت وحيث مرسمه وعالمه.
عضو مؤسس بالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.
انتدب من قبل رعاية الشباب بجامعة الكويت لتدريب الطلبة الهواة واثناء تواجده بأميركا كلفته الكلية التي يدرس فيها القيام بتدريس الطلبة الجدد.
أقام معرضه الشخصي الاول في الشارقة عام 1994.
حاصل على العديد من الميداليات والجوائز ذات الصلة بالفن التشكيلي والنحت والتماثيل.
مثّل دولة الكويت في العديد من المؤتمرات والمعارض والاسابيع الثقافية والنحاتين.
حاز العديد من الجوائز واقام عددا من المعارض واشترك في معارض دولية بأعماله الفنية.

اللقاء الفني 2




يجمع أعضاءها والفنانين التشكيليين ببيت السدو

مجموعة سامي محمد تنظم لقاءها الفني الثاني




كتب - بدر بن غيث:

تنظم مجموعة سامي محمد للفنون التش
كيلية الكويتية لقاءها الثاني لأعضاءها وذلك في يوم الأربعاء 19 نوفمبر الحالي في تمام الساعة السادسة والنصف مساءا، ويخصص اللقاء لعرض آخر تجارب وأعمال أعضاء المجموعة من الفنانين الشباب وسط حضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين لتبادل الآراء والنقد البناء حول هذه الأعمال.

وقالت المجموعة إن الهدف من هذا اللقاء تعويد الفنان على الاستماع للملاحظات والانتقادات، إضافة إلى التواصل مع زملاءه والاحتكاك بهم خصوصا وأن الم
وسم الحالي مليء بالمعارض، وتابعت المجموعة في تصريحها إن اللقاء يتخلله عرض لأسماء المشاركين في اللقاء مع قراءة نبذة مختصر عن أهم محطات الفنانين المشاركين إضافة إلى تخصيص وقت كاف لمناقسة كل عمل على حدى، كما يضم اللقاء أعمالا متنوعة سواء في فن الكاريكاتير أو الخط العربي أو بقية الفنون التشكلية من رسم وخزف ونحت.

ودعت المجموعة المهتمين والفنانين الشباب للحضور والتفاعل مع اللقاء للتعرف على هذا النشاط الذي يحظى برعاية
واهتمام بالغ من قبل المجموعة.











الجمعة، نوفمبر 14، 2008

...قـــريـباً ...

( تحديث مستمر )




***




















معرض التشكيلية سوزان بشناق

ضمن معرضها الشخصي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التشكيلية سوزان بشناق تناصر المرأة


كتب - بدر بن غيث:


المرأة ذلك العنصر الأساسي في كل مجتمع قدمته الفنانة التشكيلية سوزان بشناق من دون رتوش أو تجعل منه بطلا أسطوريا، قدمتها في لوحاتها المعروضة في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم على أنها إنسانة تتعرض للضغوط تعيش حالات من الوحدة والسعادة والألم، سجينة أفكارها تاره ومتحررة من المجتمع تارة أخرى، قدمتها على أنها مخلوق جميع يعيش في عالم مخيف قبيح، بكل تجرد وبألوان صارخة جريئة استطاعت سوزان أن تستمر على خط سيرها في الفن التشكيلي. ورغم تقديمها للمرأة كعنصر أساسي في أعمالها متنوعة المواضيع والعناوين إلا أنها لم تستفد من خلفيات الاعمال واستسلمت لتأثيرات اللون على سطح الاعمال، عانت بعض الأعمال من تراخي في الإبقاء على أبسط أنواع التشريح لعناصر الجسد كاليد مثلا، لكن يحسب لسوزان تناسق الألوان وترابط عنوان العمل مع وضع العناصر وحركتها. الفنانة في سطور سوزان بشناق حاصلة على ماجستير من روسيا 1989 عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عضو في الرابطة الدولية للفنانين - باريس عضو رابطة الحرف - آسيا حازت على جائزة عيسى صقر الإبداعية في معرض القرين 2006-2008 حازت على جائزة التحكيم ببينالي الخرافي.






***








بعض الصور التي التقطت بعدسة الفنانة التشكيلية منال العنزي :

|
|
\
/

عندما يجتمع الابداع الفني ( سعود الفرج ) وابداع القلم ( عالية شعيب )


لوحة تحت عنوان ( خيانه )
بعض جوانب من المعرض







حوار مع الفنان سامي محمد





عرض شكلا جديدا يمثل المرأة الخليجية في ملتقى النحت الأول في السويداء

سامي محمد : أفكاري داخلي ,, تتحرك ،، تنضح ,, وتكبر معي


كتب : محمد النبهان.

يقترب ملتقى السويداء الدولي الاول في سوريا للنحت الذي تقيمه دار العوام بالتعاون مع وزارة
السياحة السورية ومحافظة السويداء في موقع «سيع» الاثري من انتهاء فعالياته التي دامت قرابة الشهر.
افتتح الملتقى في الثلاثين من الشهر الماضي، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري بمشاركة 19 نحاتا من ابرز النحاتين العرب وال
اجانب، بالاضافة الى امسيات ثقافية، ومحاضرات علمية، وسهرات فنية، وورشة عمل للاطفال في الرسم والنحت.
هذا الملتقى هو الاول من نوعه في هذه المنطقة الجبلية التي تمتاز بطبيعتها الخلابة، بالاضافة الى احتوائها على مادة البازلت التي تشتهر بها المحافظة كخامة محلية تحقق الشروط الجمالية، ويعمل عليها النحاتون لانجاز منحوتات ستوزع لاحقا في حدائق وساحات المحافظة.

سامي محمد، النحات الكويتي المبدع، يشارك في هذا الملتقى بعمل جديد بعد ا
ن وجهت له الدعوة للمشاركة في الملتقى كضيف شرف، قدم ــ حسب ما ذكر لي بعد عودته من السويداء ــ تصميما مصغرا لشكل جديد يختلف عما اشتغل عليه سابقا من منحوتات حول الانسان ومعاناته، ووصفه بانه «شكل حر، يرمز للمرأة الخليجية، على شكل تموجات وتلال، مستوحى من طبيعة الصحراء وامواج البحر، في تكوين شكل يكون له علاقة بالمرأة الخليجية»، واضاف «هو على شكل امرأة، وهو من التماثيل الحرة التي اشتغلت عليها سابقا ولم اظهرها».
عن فكرة هذا الملتقى الاول،

ومشاركته قال:
ــ الفكرة موفقة جدا لاحياء شأن ثقافي وفني في هذه المنطقة، كان هناك ملتقى آخر في دمشق انتهت فعالياته قبل افتتاح ملتقى النحت الاول في السويداء، وهذا يثري النحت، فالنحت حاليا مظلوم الى آخر درجة في عالمنا العربي، لكننا عندما نخرج للعالم نجد الناس هناك يهتمون بالنحت لانه جزء لا ينفصل عن الحياة الثقافية، ويعطي تعبيرا مباشرا وسريعا، وبغضون ثوان
تجد نفسك امام الفكرة ودلالاتها.
اما مشاركتي في هذا الملتقى فقد كانت بمجسم ص
غير، فكرته قديمة، جاءت المناسبة لاخرجه الى حيز التنفيذ على البازلت حسب اشتراط الملتقى، ولو انني كنت ارغب في تنفيذه على البرونز. وايضا مثلت فناني الملتقى في لقاء مع محافظ السويداء، وأهداني درع المحافظة الذي عرفت لاحقاً، أنه لا يهدى إلا إلى أشخاص لهم أهمية في المحافظة.
سدرة معطاءة وصامدة


• من يقوم الآن بتنفيذ العمل بعد عودتك من السويداء؟
ــ سينفذه فنانون ونحاتون سوريون يعملون إلى جانب النحاتين المشاركين كمساعدين، بعضهم طلبة كليات فنون في سوريا، وهم من سيقومون بتكبيره ضمن قياسات نسبة وتناسب حسب المخطط الفني للعمل.


• قلت أن فكرة العمل قديمة،
لكنها لم تكن معروضة ضمن أعمالك، ما السبب؟
ــ نعم، لم أعرض أياً من هذه الأفكار التي هي ثيمة أخرى اشتغلت عليها سابقاً، والسبب أنني لا أظهر كل أعمالي للناس، اشتغل كثيرة وأبحث أكثر، مثل الكاتب
يحرق أوراقاً كثيرة وأفكاراً عديدة لكي يصل إلى فكرة رواية واحدة، وتبقى الكثير من المسودات مركونة. كذلك، استغل في ورشتي أعمالاً كثيرة ولا أعرض إلا ما أراه مناسباً في حينه، ويحافظ على المستوى الذي بنيته على مدى سنوات طويلة، وبالتالي إذا أردت أن تدخل عالمي كله ستجد أشياء كثيرة تفاجأ بها.


• وهذه الفكرة، التلال والتموجات، متى ولدت؟
ــ تطرقت لهذه الفكرة في تماثيل صغيرة فقط، وولدت قبل أكثر من 15 سنة، وهذا العمل الذي شاركت به ضمن ملتقى النحت الأول في السويداء هو أول عمل يظهر من هذه المجموعة، ولدي عمل آخر سينجز في دبي بالبرونز بارتفاع ثلاثة أمتار بالفكرة نفسها، تلال دمجت معها وريقات السدرة، وبشكل سدرة فيها تموجات ووضعت فيها أوراق وثمر «الكنار». السدرة هنا رمز للصحراء، وهي شجرة لها جذور عميقة جداً، تضرب في باطن الأرض من أجل البقاء إلى عمر أطول، وهي تعطي ثمراً حلواً، أيضاً رمزت للمرأة الخليجية بهذه السدرة، الصامدة، بما لها من تاريخ طويل وعطاءات كثيرة وصبر.


روح واحدة وعناصر متكاملة


• عُرفت بشكل صار علامة لسامي محمد وموضوعاته، الآن وانت تنتقل لثيمة جديدة لم يتعود عليها المتابع، ألا ينتابك الخوف أو القلق؟
ــ لم انتقل إلى ثيمة جديدة، لأن هذه الثيمات موجودة في داخلي كأفكار، تتحرك جميعاً، لكن كما قلت لك لم أعرضها. نعم، ربما لم يتعود المتابع لأعمالي على هذه الأفكار، لكنني متعود عليها وتتحرك في داخلي، تنضج، وتكبر معي.
ثم، لو انتقلنا الى تمثال واحد من تماثيل الانسان وقضاياه، مثلا تمثال الاختراق، الفلسفة في هذا التمثال هي نفسها الفلسفة في تمثال السدرة. الافكار قد تكون بشكل انسان وقد تكون بشكل حر، لكن الروح واحدة، والمحرك للعمل واحد، وهذا ما ابحث فيه وعنه، هناك عناصر تتكامل في القطعة الفنية لتوصل الفكرة، وهذا ما احاول ان اتميز به في عرض افكار لها اهمية وقيمة يستطيع اي شخص ان يقرأهما بلا غموض او اقليمية.



تحريم الفكر والفن


• قلت ان النحت لم يأخذ حيزا جيدا في العالم العربي، هل هي مجرد فكرة اقتناء العمل ام ان مسألة التحريم تتدخل امام عرض المنحوتات؟
ــ نعم. مسألة التحريم تتدخل، وبقوة. اولا لنتفق على ان النحت فن، واننا بعيدون عن فكرة عبادة تمثال في عصر وصل الانسان فيه الى ما ابعد من القمر، ووصلنا الى مفهوم ارقى للفن بعيدا عن فكرة التمثال الصنم. النحت اليوم طرح لافكار رمزية تدافع عن قضية، او تسجّل تاريخا، او تعبّر عن فكر، لكنه لم يأخذ حقه في عالمنا العربي كفن يمكن من خلاله تكليف فنانين كبار بعمل نصب في الميادين تحقق اهدافا اثرية وتاريخية وتجميلية.
هذا جانب يضاف الى جانبين آخرين اشرت إليهما، هما عدم توفر الخامات، وان وجدت فبمبالغ باهظة جدا لا يستطيع الفنان وحده تحملها من دون وجود دعم، وهذا جانب مهم، فنحن كنحاتين نتحمل دائما تكاليف اعمالنا، وشخصيا اصرف على منحوتاتي من راتبي او من بيع اعمال رسم اخرى، اي أنني اغطي تكاليف النحت بالرسم.


• منذ متى لم تقم معرضا شخصيا؟
ــ اولا، لا اؤمن بكثرة المعارض، فهي لا تأتي بنتيجة للمشاهد ولا للمتتبع ولا للفنان نفسه. طوال مشواري الفني اقمت معرضين شخصيين فقط، لكن كانت لي مشاركات بعمل او عملين في معارض مشتركة.
في الحقيقة احسب حسابات طويلة قبل إقامة معرض شخصي، لدي نتاج كثير، ويمكن ان اصل إلى رقم قياسي بكثرة معارضي، لكن هل هذا ما اريد؟ وهل هذا من صالحي؟ برأيي، المبدع الحقيقي هو من يختار بعد جهد كبير العمل الذي يعرضه على الناس، واعتقد ان كثرة المعارض لا تؤدي الا الى دمار الفنان وفنه.



أعمال مركونة


• أيضا لديك أعمال نحت كثيرة غير معروضة، ربما اقتنى منك متحف الفن الحديث وغيره بعضا منها، لكن هناك الكثير من المنحوتات بأحجام كبيرة مركونة مثل تمثال عبدالله السالم الذي يفترض مثلا أن يكون في ميدان عام، ألا يزعجك هذا الأمر؟
ــ طبعا.. الدولة لم تقصر معي، صرفت على دراستي، وعلى غيري أيضا، وتعبنا على أنفسنا وثابرنا ووصلنا إلى سن نضجت فيها التجربة، لكنها (الدولة) لم تستغلنا بشكل جيد، وهذا هو العتب الكبير، لم يتجرأ أحد من المسؤولين الكبار أن يبادر بخطوة جريئة لعرض عمل فني كبير في أي ساحة من ساحات الكويت يكون انطلاقة للمستقبل. لدينا قانون على أهبة الاستعداد لتلبية أي فكرة من هذا النوع، لكن لا توجد شجاعة كافية عند المسؤولين كي نبدأ.



• من يتحمل هذه المسؤولية في رأيك؟ ومن هم المسؤولون الذين تعاتبهم هنا؟
ــ الكثيرون، عدة وزارات في الدولة يمكنها أن تتبنى مشروعا من هذا النوع، كذلك الجهات الخاصة بالثقافة والفن والتراث في الكويت تقع عليها مسؤولية تامة، ويفترض منهم أن يبادروا بمشاريع حقيقية تنزل للشارع تكون على مستوى فني عال، لأنه حاليا توجد أعمال من صالح شركات تجارية في مجسمات دعائية يكون اسم الشركة أكبر من المجسم نفسه، ليس هذا ما نبحث عنه، نحن نتحدث عن مستوى فني يبقى خدمة للبلد وتاريخه على مدى بعيد. نحتاج فعلا لشخص شجاع ذي نفوذ.




.